العسل: مضاد للحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية
هل تعلم أن العسل هو أحد أقدم الأغذية والأدوية التي استخدمها الإنسان؟ هل تعلم أن العسل هو سائل ذهبي ينساب من قلب الزهور إلى قلب النحل؟ هل تعلم أن العسل هو هدية من السماء للبشرية؟
في هذه المقالة، سنتعرف على فوائد العسل الصحية، وخاصة لعلاج الحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية. سنتعرف أيضاً على النحل والبيئة، وكيف يعملان معاً لإنتاج هذا المنتج الطبيعي والصديق للبيئة. سنستخدم الكلمات الرئيسية التالية في المقالة: الربو، التهاب الشعب الهوائية، الحساسية، النحلة، النحل، النحلة، نحل العسل، مملكة النحل.
العسل: غذاء ودواء
العسل هو مادة حلوة ولزجة تنتجها النحل من رحيق الزهور. النحل يجمع الرحيق ويحمله إلى خليته، حيث يضيف إليه إنزيمات ومواد أخرى، ثم يخزنه في خلايا شمعية تسمى القرصان. العسل يتميز بلونه الأصفر أو البرتقالي أو البني، ورائحته العطرة، وطعمه الحلو.
العسل يحتوي على مواد غذائية ومضادات أكسدة مفيدة للصحة. من بين هذه المواد: السكريات (الجلوكوز والفركتوز)، والبروتينات، والأحماض الأمينية، والفيتامينات (A وB وC وD وE وK)، والمعادن (الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك وغيرها)، والفلافونويدات، والفينولات، والإنزيمات، والهرمونات، والمضادات الحيوية.
العسل يحمي من الأمراض الفيروسية والبكتيرية، لأنه يمتلك خاصية مضادة للميكروبات. هذه الخاصية تعود إلى وجود مادة تسمى البيروكسيد الهيدروجيني في العسل، والتي تقتل الجراثيم وتمنع نموها. كما يعود ذلك إلى وجود مادة تسمى البروبوليس في العسل، والتي تستخرجها النحل من اللدائن النباتية، وتستخدمها لحماية خليتها من الغزاة. البروبوليس تحتوي على مواد مضادة للالتهابات ومضادة للفطريات ومضادة للأكسدة.
العسل يقوي المناعة ويحسن الهضم، لأنه يحتوي على مواد تعزز صحة الجهاز المناعي والجهاز الهضمي. من بين هذه المواد: البريبايوتكس، وهي سكريات غير قابلة للهضم، تساعد في نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء. البروبيوتيكس، وهي بكتيريا حية، تساعد في توازن الفلورا الطبيعية في الأمعاء. الإنزيمات، وهي بروتينات تساعد في هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية.
العسل يخفف من السعال والتهاب الحلق، لأنه يحتوي على مواد تساعد في ترطيب وتليين الحلق وتخفيف الالتهاب والتهيج. من بين هذه المواد: الميثيل جليوكسال، وهو مركب عضوي، يعمل كمضاد للسعال. الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي، يعمل كمهدئ للأعصاب. الجليسرين، وهو مادة كحولية، يعمل كمرطب للحلق.
العسل يعالج الحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية
الحساسية هي رد فعل زائد للجهاز المناعي لبعض المواد الغريبة التي تسمى الحساسين، مثل حبوب اللقاح أو الغبار أو الحيوانات. الحساسية تسبب أعراض مزعجة مثل العطس والسيلان والحكة والاحمرار والانتفاخ. الربو هو مرض مزمن يصيب الشعب الهوائية، وهي القنوات التي تنقل الهواء إلى الرئتين. الربو يسبب ضيق في التنفس وصفير وسعال وكحة. التهاب الشعب الهوائية هو التهاب في بطانة الشعب الهوائية، يسبب سعالاً جافاً أو مخاطياً وألماً في الصدر وارتفاعاً في درجة الحرارة.
العسل هو مضاد طبيعي وفعال لهذه الحالات، لأنه يحتوي على مواد تساعد في تخفيف الأعراض وعلاج الأسباب. من بين هذه المواد:
- مضادات الهيستامين الطبيعية: هي مواد تمنع تأثير الهيستامين، وهو هرمون يفرزه الجسم عند التعرض للحساسين، ويسبب الحساسية. العسل يحتوي على مضادات الهيستامين الطبيعية، مثل الكويرستين والكيمفيرول والميريسيتين، التي تقلل من الالتهاب والانتفاخ والحكة والاحمرار.
- موسعات الشعب الهوائية: هي مواد تساعد في توسيع الشعب الهوائية وتسهيل مرور الهواء إلى الرئتين، وتهدئة الربو. العسل يحتوي على موسعات الشعب الهوائية، مثل النتريك أوكسايد والأسيتيل كولين، التي ترخي عضلات الشعب الهوائية وتمنع تقلصها.
- مضادات الالتهابات والمضادات الحيوية: هي مواد تساعد في منع أو علاج الالتهابات والتقرحات في الشعب الهوائية، وتسبب التهاب الشعب الهوائية. العسل يحتوي على مضادات الالتهابات والمضادات الحيوية، مثل البيروكسيد الهيدروجيني والبروبوليس والفلافونويدات والفينولات، التي تقتل الجراثيم وتمنع نموها وتشفي الجروح.
العسل والنحل يحافظان على البيئة
العسل والنحل ليسا فقط مفيدين للصحة، بل أيضاً للبيئة. العسل هو منتج طبيعي وصديق للبيئة، لأنه لا يحتاج إلى أي مواد كيميائية أو معالجة صناعية لإنتاجه أو تخزينه. العسل يحافظ على خصائصه وفوائده لسنوات طويلة، دون أن يفسد أو يتلف. العسل يمكن أن يستخدم كبديل طبيعي وآمن للسكر والمحليات الصناعية، ويساعد في تقليل استهلاك الطاقة والنفايات.
النحل هو حيوان يلعب دوراً هاماً في تلقيح النباتات والحفاظ على التنوع البيولوجي. النحل ينقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى، ويساعد في إنتاج البذور والثمار والخضروات والمكسرات والزيوت والأعشاب والتوابل. النحل يساهم في تغذية وتنمية ملايين الناس حول العالم، ويدعم اقتصادات كثيرة. النحل يعيش في مجتمعات متنظمة ومتعاونة، تسمى مملكة النحل. النحل يتبع قواعد وواجبات محددة، ويتواصل مع بعضه البعض بالرقص والرائحة واللمس.
العسل والنحل يواجهان تهديدات عديدة، مثل التغير المناخي والمبيدات والأمراض والطفيليات والحرائق والتدخل البشري. هذه التهديدات تؤثر على إنتاج العسل وصحة النحل وبقاء النباتات. لذلك، يجب علينا حماية العسل والنحل، ودعم المربين والباحثين والمنظمات التي تعمل على ذلك. فالعسل والنحل هما ثروة وميراث للإنسانية.
هده بعض الاسئلة الشائعة مع الاجابة عنها:
- كيف يمكنني استخدام العسل لعلاج الحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية؟
- يمكنك استخدام العسل بطرق مختلفة، مثل تناول ملعقة صغيرة من العسل الخام يومياً، أو إضافته إلى الماء الدافئ أو الشاي أو الحليب، أو استنشاق بخار العسل المذاب في الماء الساخن، أو تدليك الصدر والظهر بالعسل المخلوط بزيت الزيتون أو الخروع.
- ما هي أفضل أنواع العسل لعلاج الحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية؟
- أفضل أنواع العسل هي العسل الخام والعضوي والمحلي، لأنه يحتوي على كمية أكبر من مضادات الهيستامين والمواد المضادة للالتهابات والمضادة للميكروبات. كما أن العسل المحلي يساعد في تكييف الجسم مع حبوب اللقاح المحيطة به وتقليل الحساسية لها.
- ما هي الجرعة الموصى بها من العسل لعلاج الحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية؟
- لا يوجد جرعة محددة من العسل لعلاج هذه الحالات، لكن ينصح بعدم تجاوز 3 ملاعق كبيرة من العسل يومياً، لتجنب زيادة السكر في الدم أو الحساسية للعسل نفسه. كما ينصح بعدم إعطاء العسل للأطفال دون سن السنتين، لخطر الإصابة بمتلازمة السم النباتي.
- هل هناك أي آثار جانبية أو مضاعفات لاستخدام العسل لعلاج الحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية؟
- العسل عموماً آمن وفعال لعلاج هذه الحالات، لكن قد يسبب بعض الأشخاص الحساسية للعسل نفسه أو لبعض المكونات الموجودة فيه، مثل حبوب اللقاح أو البروبوليس أو الشمع. في هذه الحالة، يجب التوقف عن استخدام العسل واستشارة الطبيب. كما يجب الحذر من استخدام العسل للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو السمنة أو القرحة أو الاضطرابات الهضمية أو الحمل أو الرضاعة.
- ما هي أفضل طريقة لحفظ العسل والحفاظ على جودته وفوائده؟
- أفضل طريقة لحفظ العسل هي وضعه في عبوة محكمة الإغلاق ونظيفة وجافة، وتخزينه في مكان بارد ومظلم وجاف، بعيداً عن الحرارة والرطوبة والضوء والروائح القوية. لا ينصح بتسخين العسل أو تجميده أو تخفيفه بالماء أو مزجه بمواد أخرى، لأن ذلك يؤثر على خصائصه وفوائده. إذا تبلور العسل أو تغير لونه أو رائحته أو طعمه، فهذا لا يعني أنه فاسد أو منتهي الصلاحية، بل يمكن استعادة حالته الأصلية بوضعه في حمام مائي دافئ أو ميكروويف لبضع ثوان.
العسل هو مادة طبيعية ومفيدة للصحة، لكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية لبعض الأشخاص، خاصة إذا تم استخدامه بكثرة أو بطريقة غير صحيحة. من بين هذه الآثار الجانبية:
- الحساسية: بعض الأشخاص قد يكونون حساسين للعسل أو لبعض المكونات الموجودة فيه، مثل حبوب اللقاح أو البروبوليس أو الشمع. هذا قد يسبب ردود فعل تحسسية مثل العطس والسيلان والحكة والاحمرار والانتفاخ والصداع والدوار والغثيان والتقيؤ والضيق في التنفس والصفير والسعال والكحة والصدمة القلبية.
- السمنة: العسل يحتوي على سكر وكربوهيدرات؛ ما يعني أن استهلاكه الزائد يؤدي إلى اكتساب المزيد من السعرات الحرارية، ومن ثم يؤدي إلى زيادة الوزن. كما أن العسل قد يرفع مستوى السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري أو تفاقمه.
- التسمم: العسل قد يكون ملوثاً في بعض الحالات ببعض المواد التي تتسلل إليه أثناء أحد مراحل تكونه أو تصنيعه، وبالتالي فقد تنتقل هذه المواد لجسم الإنسان عند تناوله العسل وتسبب التسمم. من بين هذه المواد: المبيدات الحشرية، والمعادن الثقيلة، والمضادات الحيوية، والبكتيريا الممرضة، والفطريات، والسموم النباتية.
- التسمم السجقي: هذا هو نوع خاص من التسمم الذي يصيب الرضع الذين تم إطعامهم العسل قبل بلوغهم عامهم الأول. يرجع السبب في حدوث هذا التسمم إلى وجود أبواغ بكتيريا تسمى كلوستريديوم بوتولينوم في العسل، والتي تنمو في الأمعاء الضعيفة للرضع وتفرز سماً يسبب شلل العضلات والأعصاب والتنفس والموت.
لتجنب هذه الآثار الجانبية، ينصح بالتالي:
عدم تناول العسل إذا كنت حساساً له أو لأي من مكوناته، أو إذا كنت تعاني من مرض السكري أو السمنة أو القرحة أو الاضطرابات الهضمية أو الحمل أو الرضاعة.
اختيار العسل الخام والعضوي والمحلي، لأنه يحتوي على كمية أقل من المواد الملوثة والمضافة، ويساعد في تكييف الجسم مع حبوب اللقاح المحيطة به وتقليل الحساسية لها.
عدم تجاوز 3 ملاعق كبيرة من العسل يومياً، لتجنب زيادة السكر في الدم أو الحساسية للعسل نفسه.
عدم إعطاء العسل للأطفال دون سن السنتين، لخطر الإصابة بالتسمم السجقي.
عدم تسخين العسل أو تجميده أو تخفيفه بالماء أو مزجه بمواد أخرى، لأن ذلك يؤثر على خصائصه وفوائده.
إذا شعرت بأي أعراض غير طبيعية بعد تناول العسل، مثل طفح جلدي أو صعوبة في التنفس أو تسارع في ضربات القلب أو ضيق في الصدر أو فقدان الوعي، فعليك التوقف عن استخدامه واستشارة الطبيب فوراً.
يمكن تحديد مصادر المواد التي قد تتسبب في تسمم العسل بالبحث على الإنترنت أو بالاستعانة بالخبراء أو بالفحص المخبري. بعض هذه المواد هي:
- المبيدات الحشرية: قد تصل إلى العسل من خلال الزهور المرشوشة أو النحل أو الخلية الملوثة.
- المضادات الحيوية: قد تصل إلى العسل من خلال إعطاء النحل مضادات حيوية لمنع الأمراض أو من خلال الزهور المعالجة بمضادات حيوية.
- البكتيريا الممرضة: قد تصل إلى العسل من خلال النحل المصاب بالبكتيريا أو من خلال البيئة الملوثة.
- الفطريات: قد تصل إلى العسل من خلال النحل المصاب بالفطريات أو من خلال التخزين غير السليم.
- السموم النباتية: قد تصل إلى العسل من خلال الزهور السامة أو النباتات المحمية بسموم.
لتجنب تسمم العسل، ينصح بشراء العسل الخام والعضوي والمحلي، والتأكد من مصدره وجودته ونظافته، وعدم تناوله بكميات كبيرة أو مع مواد أخرى. كما ينصح بعدم إعطاء العسل للرضع دون سن السنتين، لخطر الإصابة بالتسمم السجقي. إذا شعرت بأي أعراض غير طبيعية بعد تناول العسل، مثل طفح جلدي أو صعوبة في التنفس أو تسارع في ضربات القلب أو ضيق في الصدر أو فقدان الوعي، فعليك التوقف عن استخدامه واستشارة الطبيب فوراً.
هناك بعض الأعشاب التي يمكن خلطها بالعسل لعلاج الربو والحساسية والتهاب الشعب الهوائية. من بين هذه الأعشاب:
- عرق السوس: هو عشب مضاد للالتهابات والميكروبات، يساعد على تقليل التهاب الشعب الهوائية وتهدئتها. يمكن خلط ملعقتين من مسحوق جذر عرق السوس مع كوب من العسل، وتناول ملعقة صغيرة منه مرة واحدة يومياً.
- الكركم: هو عشب غني بالكركمين، وهو مركب مضاد للأكسدة والالتهابات، يساعد على منع نوبات الربو والحساسية. يمكن خلط ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم مع كوب من العسل، وتناول ملعقة صغيرة منه مرتين يومياً.
- القراص: هو عشب يحتوي على مضادات الهيستامين الطبيعية وحمض البوتريك، يساعد على فتح الشعب الهوائية وتقليل الحساسية. يمكن خلط ملعقة كبيرة من جذر أو أوراق القراص المجففة مع كوب من العسل، وتناول ملعقة صغيرة منه مرة واحدة يوميا.
- عشب الليمون: هو عشب مضاد للالتهابات والبكتيريا والفطريات، يساعد على تخفيف الالتهابات والبلغم في الشعب الهوائية. يمكن خلط ملعقتين شاي من عشب الليمون المجفف مع كوب من العسل، وتناول ملعقة صغيرة منه مرة واحدة يومياً.
- الزنجبيل: هو عشب يحتوي على الجنجرول والشوجاول، وهما مركبان مضادان للالتهابات والتشنجات، يساعدان على توسيع الشعب الهوائية وتهدئة الربو. يمكن خلط ملعقة صغيرة من الزنجبيل المبشور مع كوب من العسل، وتناول ملعقة صغيرة منه مرتين يومياً.
هذه بعض الخلطات العشبية بالعسل التي يمكن استخدامها لعلاج الربو والحساسية والتهاب الشعب الهوائية. ولكن يجب الانتباه إلى أن هذه الخلطات لا تحل محل العلاج الطبي الموصوف من قبل الطبيب، ويجب استشارة الطبيب قبل تناولها، خاصة إذا كان لديك حساسية لأي من هذه الأعشاب أو مشاكل صحية أخرى. كما يجب الحرص على جودة ونظافة العسل والأعشاب، وعدم تجاوز الجرعات الموصى بها. نتمنى لك الشفاء العاجل. 😊
في هذه المقالة، تعرفنا على العسل والنحل، وفوائدهما الصحية والبيئية. تعرفنا على كيفية استخدام العسل كمضاد طبيعي وفعال للحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية. تعلمنا أيضاً عن النحل ودوره في تلقيح النباتات والحفاظ على التنوع البيولوجي.
نأمل أن تكون قد استفدت من هذه المقالة، وأن تكون قد اكتسبت معلومات جديدة ومفيدة عن العسل والنحل. ندعوك إلى تجربة العسل كعلاج طبيعي وصحي للحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية، وإلى دعم النحل والمربين والباحثين والمنظمات التي تعمل على حمايته. فالعسل والنحل هما ثروة وميراث للإنسانية.
تعليقات
إرسال تعليق